يوم في حياة سجين

المكان ...اختاروا ما شئتم من سجون بني صهيون

الاسم.... كل معتقلي الحريه

العمر....سنوات السجن


..........


يا لهذه الذاكرة المرهقة بصور من سكنوها


منهم من رحل ومنهم من ينتظر


يا لهذا القلب الحائر كأصداف على شاطئ صاخب


يا لهذا الخيال الجامح نحو أحلام كبيره ... وأحلام بريئه


منها ما لم يتحقق ومنها ما زالت تنتظر أفق يضمها


يا لهذ الروح المسحوقة شوقا... لشمس قريبه


مرة تفيض شوقا ...ومرة ترهق قهرا


يا لهذا الحزن الجاثم على الصدور


ليس حزنا على عمر ضائع... انما على حلم تائه


ما بين سجان هنا... وجلاد هناك يمتهن قتل زهر الحنون


وما بين فرح يزورنا حينا... وفي كل مرة يترك لنا


بطاقة بغير عنوان


................


وهناك في زاوية من زوايا الليل الحالك


شئ من بياض.... شئ من نور


اّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّه انها زهور بيضاء....


تتسلق اليأس القاتم ...لتقاوم وتقاوم


تنمو لتصبح ورودا بعد أن كانت براعم


هناك شئ من فرح قادم .... هناك شئ من أمل قادم


يا له من احساس يجعل النفس تثور وتثور


على قيدها

على سجانها

على حزنها

على يأسها


كيف لا ....

وقد أتت طفلتي الجميله للزيارة

........


تعالي يا طفلتي


تعالي لعناق طويل !!!!!

اّه .. عذرا صغيرتي فقد نسيت


نسيت هذه القضبان اللعينة


اذن ....اعطني اصابعك الصغيره

ألثمها

أقبلها

أحمل منها زادا لعتمة ليلي

أتحسس فرحي فيها


.........


ما بال طفلتي تعلو وجهها الدهشة !!!!

ما بالها تتشبث بتلابيب أمها ؟؟


هل هي خائفة مني أم من السجان؟؟

هل تجهلني لطول الغياب؟؟


أم أن صغيرتي ما زالت تجهل القراءة


فلا تعرف أن تقرأ الشوق في عيناي ؟


وقلبها البرئ لم يعرف ان يشتم الحنين في انفاسي


ام انها لا تدرك بعد اللهفة في اصابعي لضم اصابعها الصغيره


أم أنني لم أحسن هندامي لاستقبالها ؟؟


اّه يا صغيرتي.....

ألا تعرفين بأنك أول حروف حبي ؟


ألا تعلمي بأن حياتي ثمنا لابتسامتك؟


وأن عمري كله مقابل الا يكسروا لعبتك


أو حلمك


...................


يا الهي .....لقد ابتسمت أخيرا طفلتي


أخيرا لم تحاول الاختباء مني ....


أخيرا لمست بأصابعها الصغيرة أصابعي


لقد أشفقت طفلتي على دمعتي


أو لعلها أحست مثلي بأني أفخر بقيدي


اّه يا طفلتي الجميله


الان أستطيع أن أملا الدنيا سعاده

الان أسخر من سجاني ومن قيودي

الان أستطيع أن أحلم وأحلم بشروق جميل


يا لهذه اللمسة الساحره


يا لطفلتي التي كبرت في دقائق


لتتحسس الامي وامالي


فتكبر فيها امالي ...وتذوب في أصابعها الامي


وتاهت دمعتي بين أصابع طفلتي


.............


جزعت طفلتي من صرخة سجاني البغيض


معلنا انتهاء الزياره


معلنا انتهاء فرحة اللقاء


انتفض قلبي بشدة

وأغمضت عيناي حتى لا تغيب الحقيقة والحلم


وليطبعك الحنين يا صغيرتي على صفحة عيني


وأجفف دمعتي الساخنة وأعود الى زاويتي


لأمارس جنون الشوق


..............


الاّن أستطيع أن أنشغل بذكراها عن ألمي


الاّن أستطيع أن أقتات الحلم ....


أستطيع أن أحلم وعيناي مفتوحتان


أحلم أن أراها خارج الأسوار


وبعيدا عن الاسلاك الشائكة والقضبان


الاّن أستطيع أن أداعبها خارج جمود الصور


الاّن أقول ....... لم تعد الأمنية مستحيله


الان أقول ....... لن يقهرني سجان لعين ولا قضبان بغيضه


هذا ما فعلته بي اصابع طفلتي الصغيره


في زيارة خاطفه

الحب المستحيل...

المميز والرائع هو مرورك


الذي زاد كلماتي تألقا


لا عدمنا حضورك الرائع


تحياتي